القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

أصحاب السبت: من أعجب القصص التي قصها علينا القرآن

أصحاب السبت: من أعجب القصص التي قصها علينا القرآن

في كل عصر قصة بل قصص، تارة يقصها  علينا أصحاب التاريخ والباحثين، وأخرى نقرؤها في القرآن الكريم؛ فتثير دهشتنا ونأخذ منها عبرتنا، ونغوص في عالم الأزمنة الغابرة؛ فما نعلمه قطرة وما نجهله محيط.


أصحاب السبت: من أعجب القصص التي قصها علينا القرآن

أصدقائي قصتنا اليوم تتمحور حول قوم تحدوا الله وعصوا أمره؛ فأوقع الله بهم عقابا غريبا وقاسيا؛ جزاء لما اقترفوه؛ أصحاب السبت؛ إليكم القصة.


قصة أصحاب السبت قصة ذكرت في القرآن الكريم، وهي من أعجب القصص التي قصها علينا القرآن، وبيّن لنا ما فيها من موعظة وعبرة، قوم من بني إسرائيل عاشوا في زمن نبي الله داود عليه السلام، وسكنوا قرية على شاطئ البحر الاحمر يقال لها (أيلا)، وقيل (مدين)، وقيل أيضا (طبريا)، وكان أغلب القوم يعملون في صيد الأسماك أو الحيتان، أحل الله تعالى العمل لهم والصيد في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم السبت، وذلك طلبا منهم لله تعالى؛ ليتفرغوا في هذا اليوم لعبادته وتبجيله والصلاة له بالكامل، فكان لهم ذلك، إلا أن الله تعالى أراد أن يختبر صبرهم وعزيمتهم وإخلاصهم، ليرى كيف يصنعون في حال أصابهم البلاء في رزقهم، فما الذي حدث؟؟


جعل الله الأسماك والحيتان تكثر على شواطئهم في يوم السبت، بل كان المرء منهم يستطيع رؤية أفواج السمك بعينه المجردة، وهي على مرمى يده، فكانت الاسماك تسبح جيئة وذهابا يوم السبت، وتندر يوم الأحد، وبالطبع لم يستطع القوم اصطيادها لارتباطهم بالعهد مع الرب، بقي القوم على حالهم فترة من الزمن؛ حتى بدأت المعصية، فما كانت معصيتهم، وكيف بدأت؟؟


بدأ الأمر بواحد منهم قام بربط حوت يوم السبت إلى وتد، ثبته على ساحل البحر، ولم  يخرجه حتى انقضى يوم السبت، ثم أخرجه وشواه وأكله، استمر الرجل على فعلته هذه؛ حتى اشتم الناس رائحة الشواء؛ فسألوه عن الرائحة فأجابهم بما فعل، فوسوس لهم الشيطان بأنهم لا يصطادون يوم السبت ولذلك هم لا يعصون.


اتبعت جماعة من الناس فعل الرجل حتى كثر ذلك فيهم، فلم يكتفوا بهذه الطريقه بل قاموا بحفر الخنادق والأحواض لحبس السمك والحيتان يوم السبت، ليعودوا ويصطادوها ويبيعوها يوم الأحد في أسواقهم.


 بعد انكشاف أمرهم انقسم القوم إلى ثلاث فرق: فرقة عصت واحتالت وعملت في السبت وهي الفرقة الأكبر، وفرقة لم تعتد في السبت ونهت الذين اعتدوا، وفرقة أخرى لم تعتد، ولكنها لم تنه الذين اعتدوا بل جادلوا الذين ينهون القوم وقالوا لهم: ما النفع من الكلام معهم، وهم لا يسمعون؛ فأجابهم الذين ينهون أنهم يقومون بواجبهم تجاه ربهم، وقد اختلفت الروايات في عددهم، فمنهم من قال أنهم كانوا 100,000. 70,000 اعتدوا و12,000 لم يعتدوا ونهوا، والباقون لم يعتدوا ولم ينهوا، قول آخر يقول بأنهم كانوا كلهم 80 ألفا، سبعون ألفا اعتدوا والباقون أعرضوا عن ذلك. 


استمر المعتدون في عصيانهم ظنا منهم أنهم لا يأثمون حتى اليوم الموعود -فما الذي حدث- في يوم مجلسهم لم يظهر أحد من الذين اعتدوا، مع أن القوم رأوهم يخلدون إلى بيوتهم ليلا، فأثار هذا الأمر ريبة الباقين؛ فأجمعوا على الذهاب إلى منازلهم لاستفقادهم، ولما وصلوا إلى منازل المعتدين وجدوا ما لم يكن بالحسبان، بدلا من أقربائهم وأصدقائهم؛ وجدوا قرودا بأذناب طويلة، وفي كل منزل كان أهله من المعتدين مُسخ جميع سكانه؛ ذكرا كانوا أم أنثى إلى قردة.


هؤلاء العصاة كانوا بشرا في أجساد قردة، تعرفت على أقاربها من الإنس، وهم لم يعرفوها، بل  الأكثر من هذا، كان القرد يأتي إلى قريبه فيشمه ويبكي، فيسأله قريبه: ألم أنهك عن المعصية؟، فيومئ القرد برأسه: بلى، وذلك لعدم قدرته على النطق، هل تريدون معرفة كيف انتهى أمر الممسوخين.


بقيت القرد الممسوخة ثلاثة أيام دون أكل أو شرب أو تناسل حتى أتى صباح اليوم الثالث، فأبادهم الله وأماتهم جميعا، ولم يبق لهم باقية، الكثير منكم سيتساءل: هل بقى لهم من أثر، والجواب: أنه ما من أثر أو دليل يوضح ما حدث لهؤلاء القوم إلا ما ذكره القران الكريم، وقد يتساءل بعضكم؛ هل القردة الموجودة منذ القدم هي من نسل هؤلاء القوم الممسوخين؟؟ الجواب يأتي بالنفي القاطع على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام برده علي سؤال أحد الصحابة عن هذا الموضوع؛ فأخبره بأن القردة والخنازير موجودة منذ القدم أي قبل قصة المسخ، وأن القردة والخنازير الممسوخين قطع الله نسلهم تماما.


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ADMIN

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات