القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

قصة نبي الله يوشع عليه السلام وحبس الشمس

 قصة نبي الله يوشع عليه السلام وحبس الشمس

لا مستحيل إن آمنتم بأمر ما، أمضوا إليه بقلب خالص، وثقة تامة بقدرتكم على الوصول، وقدرة خالقكم على الإعجاز، سيتحقق حتما؛ هذه من ضمانات التاريخ ووثائقه إن أمعنا النظر جيدا.


قصة نبي الله يوشع عليه السلام وحبس الشمس.

مقدمة

  أصدقائي المتابعين: قصتنا اليوم حول نبي من أنبياء الله تعالى الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة والديانات الأخرى.


صاحبَ نبيًا آخر في إحدى أشهر الرحلات التي حدثنا عنها قرآننا الكريم، ونبيٌّ كان على يده فتح مدينتين لم يستطع قومه فتحها لعقود طويلة، والأهم له مع الشمس قصة وإعجاز؛ فما هي؟


رافقوني أصدقائي؛ لنتعرف أكثر على النبي "يوشع بن نون"؛ إليكم القصة الكاملة.


نبذة عن النبي يوشع عليه السلام

     هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام؛ أما في الكتب المسيحية القديمة والتوراة، فقد ذكر باسم يشوع بن نون، وله سفرٌ خاصٌّ به في كتب العهد القديم؛ وهو سفر "يشوع".


     قيل أنه ابن عم النبي هود عليه السلام، فيما ذهبت بعض المصادر الأخرى إلى القول بأنه ابن أخت النبي موسى عليه السلام؛ أما عن ولادته فحاله كحال أغلب أنبياء العصور القديمة، لا يمكن تحديد السنة بالضبط، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنه يمكن أن يكون تاريخ الولادة في حدود العام 1463 قبل الميلاد.


    في القرآن الكريم لم يرد "يوشع بن نون" بشكل صريح، إنما تمت الإشارة إليه في سورة الكهف على أنه فتى نبي الله موسى عليه السلام في رحلته الشهيرة، أما كيف وصل الخبر إلينا بكون فتى موسى هو يوشع بن نون وبنبوته؛ فالأمر مذكور بأكبر كتب المسلمين المختلفة؛ نقلا عن حديثٍ للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يؤكد فيه هذا الأمر.


     إذًا، يوشع بن نون عاصر نبي الله موسى عليه السلام، بل بعض الروايات أكدت أنه كان مصاحبا دائما  لنبي الله موسى، وقد تعلم منه مختلف العلوم، وحفظ منه التوراة.


    هذا الفتى اليافع آنذاك رافق نبي الله موسى عليه السلام في رحلته للقاء الخضر في الواقعة المعروفة، والتي ذكرناها سابقا، تابع يوشع مرافقة موسى عليه السلام، وكان من خواصه جنبا إلى جنب مع أخيه هارون عليه السلام، فكان يوشع من الرجال الاثني عشر أو النقباء الاثني عشر الذين أرسلهم موسى لتقصي أخبار مدينه الجبارين، بعد عودة الاثنى عشر نقيبا من رحلتهم وتحذيرموسة وقومه من دخول المدينة والتي أوردنتا القصة الكاملة في حلقة بلعام بن باعوراء.


زمن التيه

     كان يوشع بن نون و كالب بن يوفنا هما الرجلان الوحيدان اللذان حثا بني إسرائيل على إطاعة موسى، ودخول أريحة مدينة الجبارين، وهو ما ذكره لنا القرآن الكريم في سورة المائدة، إلا أن القوم كما تعرفون أبوا القتال وعصوا؛ فكان جزاؤهم التيه لأربعين عاما، وتحريم دخولهم إلى بيت المقدس.


     في التيه رافق يوشع بن نون نبيه موسى عليه السلام، وقد أتى الوحي لموسى من ربه أن يوشع هو وصي ونبي من بعده، بعد مُضي الأربعين سنة في التيه، أَذِنَ الله لمن بقي من قوم موسى والجيل الجديد من أبنائهم بأن يعرفوا طريقهم؛ فخرجوا من التيه، وعادوا إلى مدينة الجبّارين؛ مُصرِّين على فتحها، بالطبع يوشع كان منهم، هو من تولى قيادة فتح أريحة، يجدر بي أن أذكر أن المصادر والمراجع اختلفت فيما بينها حول أن النبي موسى كان حيا عند انتهاء التيه أو أنه توفي، وتولى يوشع النبوة خلال التيه.


     وصل بنو إسرائيل إلى تخوم مدينة الجبَّارين (أريحة)؛ هذه المدينة التي كانت محاطة بسور كبير استعصت على بني إسرائيل لمدة ستة أشهر، بحسب ما ذكر (ابن كثير)، إلى أن أتى اليوم الذي أذن الله تعالى أن تفتح فيه هذه المدينة؛ فاسمعوا كيف تم الفتح؟


فتح مدينة الجبارين

    أحاط بنو إسرائيل بالمدينة من جميع الجهات، ثم نفخوا في القرون أي الأبواق مجتمعين، وصاحوا صيحة رجل واحد؛ لاهجين باسم الرب ليحدث العجب، تفسَّخ سور المدينة، وسقطت سقطة واحدة؛ فبث الله الرعب في قلوب سكان مدينة الجبَّارين، فلم يستطيعوا مقاومة فلول بني إسرائيل الذين دخلوا المدينة واغتنموا من غنائمها، وقتلوا من عارضهم، واستقروا فيها فترة من الزمن، وبحسب الروايات التي تُقرُّ بحياة موسى في تلك الفترة كان نبي الله موسى عليه السلام استقر بأريحة، ومات هناك بعد أن سلَّم زمام النبوة بأمر إلهي إلى يوشع عليه السلام.


وبالطبع من غير المعروف مكان قبر موسى عليه السلام، حاله كحال الكثير من الغموض والجدل الذي يلف حياة هذا النبي.


     نتابع مع يوشع والذي أضحى نبيًّا -بالطبع إلى جانب تسيير شؤون بني إسرائيل، وتعليمهم التوراة، وتعاليم الرب- كان يوشع عليه السلام يسعى لفتح بيت المقدس؛ تلبية لأمر موسى قبل وفاته، وبالطبع لكي يستقر مع قومه في هذه الأرض المقدسة التي حُرموا منها (40) عاما، وهذا ماكان؛  فمشى يوشع بن نون مع من اختاره من الرجال لفتح بيت المقدس، ووصلوا إلى الأرض المقدسة، وحاصروا المدينة التي كان الكنعانيون يتخذونها مقرا لهم، وفي فتح بيت المقدس تجلى إعجاز الخالق في نصرة نبيه، فما هي المعجزة، وما علاقة الشمس؟  انصتوا جيدا!!!


      بدأ القتال وكان في يوم الجمعة؛ أما الغلبة فكانت لبني إسرائيل، استمر القتال خلال النهار كله، وقد سعى يوشع لحسم القتال في هذا اليوم، لسبب مهم، اليوم التالي هو السبت، اليوم الذي يُحرم فيه القتال والعمل على بني اسرائيل؛ بحسب تعاليم الرب في التوراة، إلا أن المعركة لم تحسم، وبيت المقدس لم يفتح، فما الحل؟؟!!


حادثة الشمس

      رفع يوشع عليه السلام يده داعيًا ربَّه أن يحبس الشمس عن المغيب؛ حتى يحققوا النصر ويدخلوا المدينة؛ فلا يأتي السبت المحرم حتى يحققوا هم النصر المُحتَّم، وكان للنبي ما أراد، فحبس الله الشمس طِيلةَ مدة القتال وبقي يوم الجمعة قائما؛ حتى تحقق النصر لبني إسرائيل، وفتحوا بيت المقدس على يد رجال اختارهم يوشع؛ رجالٌ لا يشغل بالهم إلا القتال في سبيل ما يريدون، دون أن يكونوا مشغولين الفكر في أي من أمور الدنيا.


     حادثة الشمس وردت بالنص النبوي الصريح عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "ما حُبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى البيت المقدس"، في دلالة واضحة وصريحة على التأييد الإلهي التي لا يحصل به إلا نبي من أنبياء الله يجدر بي لفت انتباهكم أصدقائي إلى أن الخلاف حول حادثة حبس الشمس لا يتعلق بحدوثها من عدمه، فالأمر محسوم بالحديث النبوي، إنما الاختلاف يكمن في أن هذه الحادثة الإعجازية حصلت في واقعة فتح أريحة أم بيت المقدس؟؟؟


بعد فتح بيت المقدس انتقل من تبقى من بني إسرائيل إليها، وحكم فيهم يوشع بن نون بأحكام التوراة، وعلمهم أصول دينهم؛ حتى قبضه الله إليه، وهو يبلغ من العمر 127 عاما بحسب المؤرحين؛ أما عن  قبره؛ فحاله كحال من سلفه من أنبياء ذلك العصر، لا مكان محدد؛ حيث يقال أن له ضريحا في مدينة السلط في الأردن، وآخر في الكرخ في بغداد العراق، القصة التوراتية والواردة أيضا في سفر يشوع؛ المعتمد في أحد كتب مسيحية العهد القديم تحكي ما يشبه الرواية الإسلامية إن كان من فتح مدينة العماليق كما تسمى في تلك الكتب، ومنها إلى بيت المقدس؛ فحادثة حبس الشمس ويدخل فيها أيضا أن القمر توقف عن الدوران؛ ليحقق بنو إسرائيل مبتغاهم، وفي التوراة يوشع أو يشوع بن نون توفي وله من العمر (110) سنوات.


نهاية قصة نبي االله يوشع بن نون

لنصل إلى نهاية قصة نبي الله يوشع بن نون عليه السلام الذي بأمر من الله حُبست له الشمس عن المغيب؛ ليدرك النبي غايته المنشودة.


إذن أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول قصة النبي يوشع بن نون عليه السلام؛ قصةٌ من الزمن الغابر، تحمل لنا ملامح بعض الأقوام الفانية، قصةٌ عرّفت بعض منا على سيرة نبيٍّ؛ أعتقد أن أغلبنا لم يطلع عليه بشكل كبير في السابق، وقصةٌ أردنا أن نسعي وراء ما نريده بقلب خالص؛ سيحقق لنا المراد لا محالة؛ فالثقة المطلقة بقدرة من خلق كل هذه الأكوان تجعل المستحيل وهم.


على مدار العصور هذا ما أكده ووثقه؛ بل وضمنه لنا التاريخ؛ لكم فيه عبرة، ولنا في كل خميس قصة.


  • كتبه: علي صديق ونقله من قناة حسن هاشم على اليوتيوب، حيث تقدم هذه القناة وصاحبها أ. حسن هاشم موضوعات مهمة تاريخيا وددت نقلها لكم في شكل مقالي.

 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ADMIN

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات