القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

أيوب عليه السلام لا صبر يعلو فوق صبره

أيوب عليه السلام لا صبر يعلو فوق صبره

اتركوا عنكم هموم هذه الدنيا؛ فهناك من يُديرها، وإن أصابكم يأس؛ فاسمعوا ما أصاب الصفوة من خلق الله، ودوِّنوا دواوينكم في أمجاد ما فعلوا وحصدوا، لن أطيل ففي حضرة من سنذكر اليوم؛ لا صبر يعلو فوق صبره، وإن حاول أهل الباطل لن يزوّر التاريخ ما أعزه الله وحفظه؛ فتبينوا!!!



أيوب عليه السلام لا صبر يعلو فوق صبره

مقدمة

     أصدقائي المتابعين سأروي لكم قصة نبيٍّ من أنبياء الله ضرب المثل به في إحدى أنبل الخصل الإنسانية، نبيٌّ ذاق الأمَّرين؛ ولم يجحد، تسلَّطَ إبليس عليه ولم ينل منه المراد، وزوجة نَبيٍّ رافقت زوجها دون كللٍ ومَلل، ولكن!! هل حقا قامت زوجته بما قيل أنها قامت به أم أنها فبركات وتزوير لحقائق التاريخ لهدف ما؟؟؟!!


الصابر نبي الله أيوب عليه السلام...إليكم القصة الكاملة...

"يا صبر أيوب" 

جملة لطالما ترددت على مسامعنا من أجدادنا إلى آبائنا؛ حتى رسخت في الأذهان، وأصبحنا نحن نرددها عند طلبنا الصبر على ما لا يطاق، فمن هو أيوب؟؟، وما قصة صبره الذي أضحى مطلبا للمثل؟؟، والأهم: ما قصة زوجته، وهل ظلمها التاريخ؟؟ أو بالأحرى، هل ظلمها أهل التزوير في التاريخ؟؟؟، هذا ما سنعرفه


أيوب عليه السلام هو نبي الله أيوب عليه السلام المذكور في الديانات السماوية.


في الإسلام: أيوب بن موص بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، وبالطبع كعادة علم الانتساب القديم، سنجد اختلافا طفيفا في نسب الأجداد، إلا أن المتفق عليه أن نسب أيوب ينتهي إلى إبراهيم عليه السلام، ذكر النبي أيوب في القرآن الكريم بأكثر من موضع؛ في سورة الأنبياء، وسورة ص، وفي سورة النساء والأنعام.


أما في المسيحية؛ فهو قديس باسم أيوب البار، أو أيوب الصديق، وله سفر خاص به في العهد القديم يُدعى سفر أيوب، وفي اليهودية نجده في التوراة باسم يوباب بن ذراح بن رعوئيل، وينتهي النسب أيضا إلى إبراهيم الخليل، وهو نبيٌّ وملكٌ من ملوك مملكة أدوم القديمة، وفي هذا الرأي يتفق المؤرخون المسلمون حيث أن من المتعارف عليه أيوب عليه السلام أرسل إلى الأدوميين.


دعونا في بادئ الأمر نستذكر قصة نبي الله أيوب عليه السلام، والتي يعرفها أغلبنا؛ لنصل إلى الجزء الذي ربما نجهله.


هل زوَّر التاريخ قصته؟


هل زوَّر التاريخ قصته؟ ماذا أقصد؟!! هذا ما سأبينه لاحقا في الحلقة؛ لذلك أنصتوا جيدا..


أيوب عليه السلام كان من الأغنياء المالكين للمواشي بأنواعها، والأراضي الواسعة الخصبة والخدم والغلمان، كما أنه كان رجلا ذا أقارب وأصحاب كثر، محبوب بين أقرانه، مطاع في قومه، كثير الأولاد؛ الذكور منهم والإناث، إلا أنه رغم كل ما تمتع به من المال والبنون؛ لم يتكبر أو يطغى؛ فكان دائم الحمد لله على النعم، كثير الشكر والاستغفار، بالإضافة إلى كرمه ومساعدته لكل من لجأ إليه؛ ما اكسبه مكانة عالية عند رب العباد؛ وصلت إلى حد أن الملائكة كانت تُسلم عليه، وتلقبه بأيوب "العبد الأواب"، ومن هنا أي: من كلام الملائكة الحسن وسلامهم على أيوب؛ بدأت الأحداث تتغير؛ فبحسب أغلب الروايات في كل الأديان؛ سمع إبليس اللعين كلام الملائكة؛ فحضر بين يدي الله، وطعن في حسن نية أيوب عليه السلام، وادَّعى اللعين أن أيوب إنما يشكر لأن الله أمده بالنعم، وأن شكره وحمده سيزول حتما مع زوال النعم، بالطبع الله جل وعلا يعلم ما في الأنفس؛ سرا وعلانية، ولكن بهدف إظهار الحق وأخذ العبر، أذن لإبليس بأن يتسلط على أيوب في ماله وعياله وبدنه ما عدا قلبه ولسانه.


وكان ذلك يبدأ إبليس خطته؛ أول الأمر كان سحب ممتلكات أيوب كلها؛ فسلط جنوده على الأراضي الزراعية؛ فأحرقوها تماما، وتركوها خرابا لا تصلح لشيء، ثم أرسل جنوده؛ فقضوا على غنمه وأبقاره وإبله، وهنا دعوني أذكر من باب المعرفة والاطلاع بشكل عام؛ ما ورد في سفر أيوب وفي التوراة عن كيفية القضاء على مواشي أيوب.


 نبدأ مع الأبقار جاء أحد غلمان أيوب الموكلين برعاية بقراته مسرعا ومخبرا نبي الله أيوب بأن السبأيين أحد أعداء القوم الذي ينتمي إليه أيوب عليه السلام أغاروا على الأبقار؛ فقتلوا رعيانها، وسرقوها، ولم يبق إلا المخبر بما حدث؛ أما الغنم فقيل أن نارا من السماء نزلت؛ فأحرقت الغنم ورعيانها، وهنا انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض؛ لنصل إلى الإبل التي استولى عليها الكلديون، وأيضا قتلوا رعيانها، هذا تقريبا ما ورد في سفر أيوب والتوراة في تفاصيل خسارة أيوب عليه السلام للمواشي، ويجدر الإشارة إلى أن هذه التفاصيل لم ترد بشكل صريح في الدين الإسلامي؛ فبقيت محط خلاف وجدل، ولكن في كل الروايات أيوب لم يكفر أو يجزع بل أجاب في كل مرة يأتيه الخبر بالتالي: إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، لا ينبغي أن نفرح حين يعطينا الله من فضله عارية، ثم نجزع إن استرد منا عاريه.


وهذا كان أيضا قوله عند خسارة أولاده جميعا؛ فكيف خسرهم؟؟ اسمعوا التالي...


في الديانات الثلاث نجد نفس طريقة مقتل أولاد أيوب بعد أن يئس الشيطان من أن يصل بأيوب إلى الجحود إثر خسارته لأملاكه، وجَّه بوصلته إلى أولاد النبي؛ فحسب الروايات أن الأولاد كانوا مجتمعين كلهم لمنزل أخ لهم؛ فنزل بهم زلزال هدم المنزل فوق رؤوسهم وماتوا جميعا، وبالطبع أرسل الشيطان اللعين أحد أتباعه؛ ليخبر أيوب بالمصيبة، ويحثه على الجزع والكفر، إلا أنه أعاد الأمر لله تعالى وحده، وشكره على كل ما يبتليه به..


 كل هذا الإيمان والصبر أثار حمق الشيطان؛ فلم يبق أمامه إلا الصحة، وأيضا بإذن من الله جل وعلا أبتولي نبينا الصابر بمرض في جسده أقعده، ولم يكن بإمكانه القيام أبدا، وفي بعض الروايات أن اللحم تساقط عن جسد أيوب، والدود كان يخرج من عظامه؛ ما جعل الناس ينفرون منه ويبتعدون عنه تماما... تذكروا هذا المقطع فله تابع مهم في حلقتنا


وبالطبع كان الشيطان يأتيه بهيئات مختلفة يسأله: إن كان قد يئس من رحمة ربه، إلا أن جواب أيوب كان دائما: الحمد والثناء لله جلَّ وعلا.


إذن لم يبق مع أيُّوب سوى زوجته ليا أو رحمة


بحسب ما ذكرت المصادر، وكلها تنسب الزوجة إلى يعقوب عليه السلام؛ كانت الزوجة التي خسرت كما خسر زوجها الأملاك الأولاد؛ صابرة محتسبة، تقوم على خدمة زوجها بحنية وتحاول قدر المستطاع تلبية طلباته


وبالطبع مع المرض الغريب الذي أقعد النبي، أصبح تأمين القوت لها ولزوجها أمرا على عاتقها، وهنا يبدأ الجدل فبحسب ما قيل وورد؛ كانت زوجة أيوب عليه السلام تخدم في بيوت الناس؛ بغية تأمين الأكل، هذا الأمر لم يرضي إبليس؛ فوسوس للناس ألا تدعوها تقترب منكم فقد يصيبكم ما أصاب زوجها من بلاء؛ فكان يبتعدون كلما رأوها، وبعضهم كان يرمي الطعام من بعيد، ووصل الأمر للزوجة الصالحة إلى بيع ضفائر شعرها بحسب بعض الروايات هل قامت بذلك حقا؟! سنعرف لاحقا


 لنتابع مع كل هذا لم يجزع أيوب ولم ييئس، وكان لسانه وقلبه دائمي النطق بالتسبيح لله وحمده؛ بل حتى عندما كانت زوجته تطلب منه أن يدعو الله ليرفع البلاء عنه، وهو العبد الصالح؛ كان يجيبها بأنه يستحي أن يطلب الشفاء، وهو الذي بقي صحيح البدن معافا طوال السنوات الغابرة، فلم يعد لدى الشيطان أي باب سوى الزوجة.


في إحدى الروايات وأثناء بحثي وجدت ما يلي: أن الشيطان تنكر للزوجة بهيئة أحد الأطباء وأخبرها أن علاج أيوب لديه وسيعيده كما كان، ولكن بشرط!! أما الشرط فكان أن يقول أيوب بعد الشفاء أنت شفيتني؛ أي ينسب فضل الشفاء للطبيب الشيطان، الزوجة الغافلة عن حقيقة هذا الطبيب، هرعت إلى زوجها المقعد، وأخبرته بما جرى؛ فغضب النبي ونهرها، وأخبرها أن هذا الطبيب ما هو إلا إبليس اللعين، وهو يحاول الوصول إليه عبرها، بالطبع النبي طرد زوجته، وأخذ عهدا على نفسه أن يجلدها مئة جلدة عند شفائه، أما الزوجة المنحدرة من سلالة الأنبياء؛ فقد ندمت واستغفرت ربها على ما بدر منها، وعلى سماحها للشيطان بالوصول إليها والعبس بإيمانها، بعد تندمها وطلب الغفران عادت الزوجة إلى الموضع الذي تركت فيه زوجها العليل فلم تجده؛ فخافت أن تكون الوحوش قد هاجمته ووجدت هناك رجلا صحيح البنيان، والجسد شبيه بما كان عليه أيوب عليه السلام قبل مرضه، إلا أن سألته إن كان قد رأى رجلا مريضا، فأجابها أيوب بأنه هو الرجل المريض، وبأن الله أنزل شفاؤه عليه؛ فكيف تم الشفاء!!!


في هذه النقطة نجد روايتين؛ الأولى: هي المتعارف عليها؛ أن أيوب طالب ودعا ربه بدعائه المشهور: " أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، بعد أن خاف أن يعود من آمن بدعوته عن إيمانهم بعد رؤيتهم لكل ما يصيبه، وأن يقنطوا من رحمة الله؛ فدعا الله بقلب خالص، وجاءه الجواب كان الجواب أن الله أوحى إليه أن يضرب الأرض بقدمه؛ فانفجرت منها عين ماء، فأمر الله نبيه أن يغتسل به، ويشرب منها، وهذا ما حدث، ليعود أيوب عليه السلام بإذن الله وحده فقط رجلا سليما معافى، وأعاد الله إليه أملاكه وأولاده، أما عن الأولاد؛ فالأمر يتعلق بالزوجة، كيف؟؟!!


اسمعوا التالي

 الروايات تقول أن الله جازى أيضا الزوجة الصالحة بجزاءين؛ الأول: يتعلق بالعهد الذي أخذه أيوب على نفسه بجلدها 100 جلدة؛ جزاء جحودها، فجاءه الأمر الإلهي بأن يجمع 100 قشة في رزمة، فيضرب الزوجة ضربة لينة واحدة فقط؛ فيكون بذلك قد وفَّي عهده.


أما الثواب الثاني؛ فحسب ما ذكر في مختلف المصادر والتفاسير أن الله رد على الزوجة شبابها وصحتها جزاء لوفائها وصبرها مع نبيه، وبالتالي استطاعت إنجاب الأولاد من النبي أيوب عليه السلام، هذا ما ورد في الرواية الأولى فيما خص مرحلة شفاء أيوب عليه السلام.


الرواية الثانية: ذُكرت في بعض مراجع المسلمين ككتاب ابن كثير، إلا أن عليها بعض اللغط، وهو ما سنعرفه لاحقا، تقول الرواية أن النبي أيوب لبث في بلائه ثمانية عشر سنة، وكما ذكرنا لم يبق أحدٌ بجانبه سوى زوجته، وبحسب الرواية رجلين من أتباعه، وحدث ذات يوم أن رجلين كانا في طريقهما إلي أيوب عليه السلام؛ فقال أحدهما: "والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين"؛ فسأله صاحبه عن الذنب؛ فأجاب الآخر: أنه لا يعرف ما هو الذنب، إلا أن أيوب لم ينل رحمة ربه منذ ثماني عشرة سنة، ولم يكشف الله عنه البلاء، فلما وصل الرجلان إلى أيوب، أخبر الرجل أيوب بما سمعه من صاحبه، إلا أن أيوب أخبره بأنه لا يعلم بأي ذنب يستحق العقاب، بعد ذهاب الرجلين ذهب أيوب لقضاء حاجته بمساعدة زوجته وقلبه مملوء حزنا من ظن الناس به وبإذنابه بحق الله، فأتاه الوحي بالطريق بما سبق وذكرناه عن عين ماء وما تلاها.


في الروايات المسيحية واليهودية الشفاء كان كذلك بأمر من الله وحده بعد صبر النبي سنوات طوال على بلائه دون تحديد عين الماء أو ما شابه، أما بلاؤه فمنهم من يقول استمر لسبع سنين، ومنهم من قال لثلاث عشرة سنة كالعسقلاني ومنهم من قال ثماني عشر سنة كما ورد عند ابن كثير، ليعيش بعدها النبي أيوب ويصل إلى سن التسعين؛ فيتوفاه الله، أما القبر فمكانه المحدد غير مؤكد إلى اليوم. فنجد له ضريحا في مدينة صلالة في سلطنة عمان، وآخر في درعا السورية، وضريح في الحلة العراقية وضريح نيحشوف في جبال لبنان.


إلى هنا تنتهي قصة النبي الصابر أيوب عليه السلام، ولكن كما ذكرت سابقا: هل تظنون أنها سلمت من التزوير والإسرائيليات؟؟!!.


كشف الحقائق

نبدأ مع النقطة حول المرض الذي أصاب أيوب عليه السلام.


في حين نجد أن الكثير من التفسيرات وإن كانت من باب نقل ما ورد من الإسرائيليات أو غيرها قد ذكرت أن المرض قد تسبب في نفور الناس وقصة الدود وأن ما أصاب النبي هو الجزام، في المقابل نجد العديد من العلماء المسلمين رفضوا الأمر رفضا قاطعا من مبدأ أن النبي المعصوم، معصوم أيضا عن الأمراض والعلل التي تنفر الناس منه، وهو ما تم إثباته في أكثر من حديث.. أيضا قصة الزوجة التي خدمت في البيوت، وقصت ضفائر شعرها بغرض بيعها؛ يرى الكثير من العلماء المسلمين أنها من الإسرائيليات، ولا تأكيد أو إثبات لما ورد من أفعالها في القصة التي تعودنا سماعها منذ الصغر بل أن من زور التاريخ أراد أن يظلم هذه المرأة.


فهذه الزوجة المنحدرة من سلالة الأنبياء وزوجة النبي لا يمكن ان يرضى الله لها هذا الهوان وإنما الأصح ما ورد في القرآن دون زيادة أو نقصان


 قصة رجلين التي ذكرناها سابقا رغم أنها وردت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير، إلا أنها لاقت العديد من الانتقاد والتشكيك في نسبها إلى أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو قائلها، ابن كثير رغم ذكره لهذه القصة إلا أنه أحد المشككين في صحة إسنادها مثله مثل غيره من المؤرخين والباحثين المسلمين، ويجتمع الرأي الإسلامي على أن الأصح والأحوط الالتزام بما ورد في القصة القرآنية، إن لم يكن بالإمكان تبيان صحة الحديث النبوي من عدمه؛ لذلك نرى الكثير من المحطات المزوّرة أو غير المؤكدة في هذه القصة قد تم إدراجها عمدا في الرّوايات الإسلامية؛ ولعل الهدف هو تشويه صور الأنبياء في عقولنا، أو النيل من قدرهم عند الله وكرامات نسلهم، من يدري؟؟!! إلا أن الثابت أن الله تعالى ابتلى في ذلك الزمان أقرب العباد إليه وأحبهم؛ بلاء لم يصب مثله أحد، وأن أيوب صبر وما صبر مثله أحد.


إذا أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول قصة نبي الله أيوب عليه السلام؛ قصة مليئة بالعبر والدروس، أبرز هذه الدروس -طبعا- الصبر عند البلاء، والثقة المطلقة بما كتبه الله لنا، وأن الفرج سيأتي ولو بعد حين، ومنذ بدء الخلق إلى اليوم البلاء والنجاة بيد خالقنا إن أحبنا ابتلانا، وإن أحببناه وحمدناه في بلائنا نجونا وفزنا الفوز الأكبر.


لذا أصدقائي دعوا عنكم هموم هذه الدنيا؛ فكما قلنا هناك من يديرها، واصبروا صبر أيوب فما بعد هذا الصبر إلا الفرج...


  • نقله إليكم: علي صديق عن قناة حسن هاشم
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ADMIN

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات